Publié le 06-03-2018

الإندبندنت: تركيا يمكن أن تلعب دوراً محورياً بحرب سوريا

اعتبر بارتريك كوبرين، في مقالة له بصحيفة الإندبندنت البريطانية، أن "تركيا يمكنها أن تؤدي دوراً محورياً في الحرب السورية"، مؤكداً أن "دخول الدبابات التركية إلى الأراضي السورية لملاحقة تنظيم "داعش" يعتبر أول عملية برية كبيرة منذ بدأت الحرب عام 2011".



الإندبندنت: تركيا يمكن أن تلعب دوراً محورياً بحرب سوريا

وأوضح الكاتب أن "الهدف التركي الأهم ليس تنظيم الدولة الذي تمدد قرب الحدود التركية"، وإنما "ضرب القوة السياسية والعسكرية للأكراد السوريين، الذين باتوا بالفعل القوة الأكثر سيطرة على الأرض في المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا".

الحرب في سوريا، بحسب كوبرين، وصلت إلى نقطة حرجة يمكن أن تقود إلى انفجار الأوضاع بشكل أكبر، حيث يسعى كل جانب من الأطراف المتحاربة إلى التشبث بما لديه؛ تحسباً لحدوث تحول أكبر سواء على صعيد السلام أو على صعيد الحرب.

وأكبر تغيير في المشهد السياسي والعسكري بسوريا كان التدخل التركي، فعلى الرغم من أن مدى هذا التدخل ما يزال غير واضح، فقد يكون فعلاً تدخلاً دفاعياً بالمقام الأول، ويقتصر على السيطرة على مدينة جرابلس والجيب الكردي في عفرين من خلال مقاتلين من العرب والتركمان مدعومين بالقوات التركية، لكنه قد يكون تمهيداً لإقامة منطقة آمنة مناهضة للأسد والأكراد؛ الأمر الذي يجعل من تركيا لاعباً رئيسياً في المنطقة.

ويقول الكاتب إن تركياً فعلياً حققت هدفها الأول، بدعم واضح من الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً التسامح الروسي الذي خفف من الانتقادات الصادرة من دمشق؛ ممّا يوحي بأن العمل العسكري التركي لم يكن غير متوقع من قبل الأطراف الثلاثة.

وتدرك تركيا أن سوريا باتت أشبه بالمستنقع، ومن ثم فإن التدخل الواسع النطاق يمكن أن يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، فصحيح أن الأكراد في سوريا نجحوا في إقامة ما يشبه الكيان بالنسبة لهم في سوريا بدعم أمريكي غربي واضح، إلا أنهم تجاوزوا حتى الخطوط التي رسمت لهم؛ ولذا صار كيانهم يهدد الدولة التركية التي تعتبر ذلك خطاً أحمر.

التدخل العسكري التركي كان قيد الدراسة منذ أكثر من عام، إلا أن التوسع الكردي في مناطق جديدة على الحدود مع تركيا أسهم في سرعة رد تركيا عسكرياً، بالإضافة إلى قيام الأكراد بتأجيج الصراعات داخل تركيا، من خلال سلسلة التفجيرات التي نفذتها عناصر كردية تابعة لحزب العمال الكردستاني التركي.

ويرى الكاتب أن جميع الفصائل المسلحة في سوريا هي في النهاية تابعة لقوى إقليمية وأجنبية، ومن ثم فإنه لا يمكن الاستمرار في القتال دون دعمها، بغض النظر عن طبيعة هذه الفصائل سواء أكانت سنية أم شيعية أم كردية أم عربية، ولذا فإن هناك توجساً لدى هذه الأطراف المتصارعة من أن يتخلى عنهم حلفاءهم في لحظة ما.

بالمقابل، ما يزال النظام السوري يراهن على استعادة كل الأراضي التي خسرها أمام المعارضة السورية، مستغلاً دعم روسيا وإيران وشيعة العراق وشيعة لبنان.

ويختم مقاله بالقول إنه كلما التقى كيري ونظيره الروسي لافروف فإن الأطراف المتحاربة والداعمة تتساءل إن كان قد تم التوصل إلى اتفاق من وراء ظهرهم، تماماً كما حصل مع التدخل التركي.

فهل هناك عملية بيع لبعض ملفات الحرب في سوريا قد تمت خلال اللقاء الأخير بين كيري ولافروف؟

ترجمة الخليج أونلاين



Dans la même catégorie