Publié le 06-03-2018

جريدة الشرق الأوسط : تفاقم الأزمة الليبية يعمق جراح الإقتصاد التونسي

نشرت جريدة الشرق الأوسط مقالا أبرزت فيه مدى تأثير الأزمة الليبية على الإقتصاد التونسي المنهار وسط توقعات بظهور مشاكل إجتماعية جديدة. 



جريدة الشرق الأوسط : تفاقم الأزمة الليبية يعمق جراح الإقتصاد التونسي

سجلت صادرات تونس نحو ليبيا تراجعا بنحو 200 مليون دينار تونسي في الأشهر الـ7 الماضية من السنة الحالية. و قال علي الذوادي المدير التنفيذي للغرفة التونسية الليبية المشتركة في تصريح للشرق الأوسط إنه فضلا عن توقف الكثير من المؤسسات التونسية، أو التونسية الليبية العاملة بليبيا عن النشاط بسبب هذه الأوضاع، فإن إنسياب السلع التونسية نحو ليبيا تأثر بشكل واضح في الفترة الأخيرة لأسباب كثيرة، من بينها بالخصوص أن سوق الكريمية، و هي السوق الرئيسة لتزويد كامل ليبيا بالمنتجات، التي تقع على طريق مطار طرابلس الذي دارت حوله معارك عنيفة تضررت جراء هذه المعارك و لم تعد تشتغل، و أصبحت عملية إيصال المنتجات التونسية صعبةو أضاف الذوادي أن توقف نشاط الكثير من البنوك الليبية خلق مصاعب أمام عمليات تمويل التبادل التجاري و التحويل المالي.

و كانت الحكومة التونسية أعلنت، الأسبوع الماضي، عقب إجتماع لعدد من الوزراء مع قيادة الإتحاد التونسي للصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية (منظمة الأعراف التونسية) عن تكوين لجنة لمتابعة تداعيات الأوضاع في ليبيا على المؤسسات التونسية سواء المنتصبة بليبيا، أو التي تصدر إلى السوق الليبية لبحث سبل مواجهة التعثر في المعاملات الإقتصادية بين البلدين. و قد نظمت منظمة الأعراف التونسية الخميس، إجتماعا حضره أصحاب كثير من المؤسسات المتعاملة مع ليبيا لبحث تطورات الأوضاع، و تأثيرها على أنشطة هذه المؤسسات، و قدمت هذه المؤسسات ملفات حول مدى تضررها من هذه الأوضاع لتتولى السلطات متابعة الأمر مع الجهات الليبية المعنية.

على صعيد متصل، و وفق دراسة أنجزتها اللجنة الإقتصادية و الإجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة، منتصف شهر أوت، حول تأثيرات الأزمة في ليبيا على كل من تونس و مصر، أشارت الدراسة إلى أن الأوضاع في ليبيا قد تكون لها تأثيرات سلبية على الإقتصاد التونسي، و خاصة على قطاعات التجارة الموازية و الطاقة و السياحة و تحويلات التونسيين المشتغلين في ليبيا، فبخصوص الطاقة لاحظت الدراسة إرتباط تونس بليبيا التي تستورد منها النفط و الغاز بموجب إتفاقية أبرمت بين البلدين سنة 2013 حيث توفر ليبيا لتونس ربع حاجياتها من النفط. أما في مجال التجارة الموازية، فإن الكثير من أهالي المدن التونسية الجنوبية على الحدود مع ليبيا يشتغلون في هذا النشاط.

أما في المجال السياحي فقد وفر توافد الليبيين على تونس نحو 900 مليون دينار تونسي، كما أشارت الدراسة إلى اضطرار نحو 40 ألف تونسي يشتغلون بليبيا إلى العودة إلى تونس في الفترة الأخيرة، و هو ما قد يتسبب في ضغوط جديدة على سوق الشغل و في بروز مشاكل إجتماعية جديدة في بلد يعاني من البطالة، و تشهد فيه المرحلة الانتقالية صعوبات كثيرة على أكثر من مستوى.



Dans la même catégorie