2024-09-29 نشرت في
رحيل محمد الفقيه... رائد صناعة الأدوية الذي أنقذ تونس من الأوبئة
فقد العالم العلمي التونسي أحد أعمدته، حيث غادرنا محمد الفقيه، رائد صناعة الأدوية في تونس، عن عمر يناهز 94 عامًا. تولى محمد الفقيه منصب الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية التونسية سنة 1963 بناءً على تعيين من قبل الرئيس الحبيب بورقيبة، وأسس شركة "سيبات" سنة 1989.
وُلد الفقيه في 1930، وترك بصمته الواضحة في تاريخ تونس، إذ أنقذ البلاد من انتشار أمراض خطيرة كالسل و"الرماد". بعد تخرجه بمرتبة الشرف في شهادة البكالوريا عام 1949، بدأ مسيرته في مجال الصيدلة، ليحصل على شهادته من فرنسا سنة 1954.
عمل الفقيه على تطوير مجال الصيدلة والعلوم الطبية، وحاز على دبلومات في علم الأدوية والصيدلة الاستوائية من فرنسا. كما كان عضوًا في هيئة التدريس بكلية الطب والصيدلة في مرسيليا، حيث حصل على شهادة الدكتوراه في الصيدلة بتفوق في 1957.
كانت له مسيرة جامعية مميزة في تونس، حيث ساهم في تكوين الأجيال الأولى من الأطباء والصيادلة التونسيين، وتميز بمسؤوليته في تطوير مختبرات التحاليل البيولوجية في المستشفيات التونسية.
وفي مجال التعاون الدولي، شارك الفقيه في العديد من المهمات الدولية، منها العمل كخبير مع منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي في عدة دول مثل السنغال ومالي والصين الشعبية. كما كان وراء تأسيس المختبر الوطني لمراقبة الأدوية في تونس، والذي أصبح مركزًا مرجعيًا لمنظمة الصحة العالمية.
أما في المجال الثقافي، فقد كان الفقيه عضوًا في اللجنة الثقافية الوطنية وأسس عدة جمعيات علمية ورياضية. كما تولى منصب رئيس اتحاد الملاكمة الوطني، ونظم دورات رياضية للصحة، إلى جانب توليه قيادة فريق "الملعب النابلي" لسنوات طويلة.
خلال جنازته، ألقيت كلمات مؤثرة من قبل زملائه وأعضاء النادي الرياضي، تكريمًا لعطائه العلمي والإنساني الذي أثر في أجيال متعاقبة.