عاجل : عبد الرزاق شريط باني توزر في ذمة الله

عبد الرزاق شريط، المولود سنة 1937 في تونس العاصمة، كان شخصية بارزة في تونس الحديثة.

 سياسي وكاتب ومناضل، ترك بصمة لا تمحى في جريد وفي القضية التونسية. شغل منصب رئيس بلدية توزر من 1995 إلى 2008، حيث حول المدينة إلى قطب سياحي وثقافي حقيقي، مع الحفاظ على كرامة سكانها. تميزت مسيرته بمبادرات جريئة، من بينها تأسيس أول متحف خاص في تونس، دار شريط، عام 1990، والذي لا يزال جوهرة ثقافية على أبواب الصحراء. يحتفي هذا المتحف بالتراث التونسي الغني، حيث يجسد مشاهد من الحياة التقليدية في منزل مستوحى من الهندسة المعمارية البرجوازية.

حياة شريط هي قصة رائد استطاع التميز منذ الخمسينات من خلال تأسيس أول خلية دستورية، مساهماً بذلك في النضال من أجل الاستقلال. كان مناضلاً يسارياً ومؤسساً لاتحاد الطلبة العرب في فرنسا، كما بادر بإنشاء "بنك الشعب" في عام 1964، مقدماً قروضاً صغيرة لدعم الشباب ورواد الأعمال والجمعيات التعاونية العمالية. واستمرت مسيرته الفريدة في القطاع الخاص، حيث أسس في عام 1976 الشركة المتوسطية للأعمال الكهروميكانيكية (SMTE)، وفي عام 1980 الشركة التونسية للإضاءة بالشراكة مع "مازدا" و"فيليبس".

بصفته رئيساً للبلدية، عمل شريط أيضاً على تحسين ظروف العيش للعائلات المحتاجة عبر توفير مساكن لائقة بيعت بالدينار الرمزي. كان هذا القرار محل جدل من قبل السلطات في ذلك الوقت، لكنه يعكس التزامه العميق بخير مجتمعه. وقد شملت رؤيته أيضًا إنشاء فضاءات ترفيهية وثقافية، مثل حديقة "شاك واك"، التي تُحيي من خلالها قصص "ألف ليلة وليلة" والفترات الكبرى من تاريخ تونس، حيث تستقطب آلاف الزوار سنوياً.

وقد رحل اليوم عبد الرزاق شريط، مؤلف عدة كتب، منها تكريم للشاعر أبو القاسم الشابي، مخلفاً إرثاً لا يُضاهى ونموذجاً للصمود للأجيال القادمة.

في نفس السياق