عاجل : وفاة نور الدين حشاد.. ابن الزعيم فرحات حشاد ووداع أحد رموز النضال الوطني

توفي اليوم، 28 فيفري 2025، نور الدين حشاد، نجل الزعيم النقابي وأحد رموز الحركة الوطنية فرحات حشاد، الذي اغتيل سنة 1952.

 برحيله، تفقد تونس شخصية سياسية ودبلوماسية بارزة، كرّس حياته لخدمة الوطن والدفاع عن الحقوق الاجتماعية والسياسية.

وُلِد نور الدين حشاد يوم 22 جويلية 1944 في صفاقس، ونشأ في ظل الأحداث التاريخية الكبرى التي عاشتها تونس خلال فترة الاستعمار. بعد اغتيال والده، انتقلت عائلته إلى تونس العاصمة، حيث كبر متأثراً بإرث والده النضالي.

تحصل على شهادات عليا في التاريخ والاقتصاد السياحي من جامعة السوربون، ثم انطلق في مسيرته المهنية، حيث شغل عدة مناصب هامة، أبرزها والي المهدية سنة 1976. إلا أنه رفض قمع احتجاجات "الخميس الأسود" سنة 1978، فاستقال من منصبه، ليواصل طريقه في الدفاع عن القضايا العادلة.

انتُخب نائباً في مجلس النواب، ثم دخل المجال الدبلوماسي، حيث شغل منصب سفير تونس في بلجيكا، الجزائر، إيطاليا، اليابان وأستراليا. في سنة 1985، تم تعيينه وزيراً للعمل، لكنه اضطر للاستقالة بسبب معاناته من مرض السرطان، الذي تغلّب عليه لاحقاً.

واصل نشاطه على الصعيد الدولي، حيث مثّل الجامعة العربية، ودافع عن حقوق العمال والمهاجرين العرب في أوروبا، كما نادى بضرورة احترام قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

كانت القضية الأبرز في حياته هي الكشف عن الحقيقة وراء اغتيال والده. فقد سعى لسنوات إلى فك شيفرة هذا الملف، مطالباً فرنسا بالكشف عن جميع الوثائق المتعلقة بالجريمة. في 2013، قدّم له الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ملفًا يضم بعض الوثائق، لكنه لم يكن كافياً، فواصل جهوده في البحث داخل الأرشيف الفرنسي.

أسّس مؤسسة فرحات حشاد، التي تُعنى بالحفاظ على الإرث التاريخي لوالده ودعم البحث في القضايا الاجتماعية والسياسية في تونس.

يترك نور الدين حشاد خلفه زوجته أنيسة الماطري وأبناءه، بالإضافة إلى إرثٍ من النضال والتضحية.

تُقبل التعازي في منزله الكائن ب20 شارع الكاهنة، قمرت العليا. سيتم دفنه يوم السبت 1 مارس في قرية العباسية بجزيرة قرقنة، مسقط رأس عائلته.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

في نفس السياق