2025-03-17 نشرت في

إدريس...الشخصية الأكثر كرهًا في رمضان 2025

في مسلسل "الفتنة" الرمضاني، قدّم الممثل التونسي محمد علي بن جمعة، شخصية "إدريس" التي أثارت ردود فعل واسعة وغاضبة من قبل الجمهور التونسي. هذه الشخصية، التي تلاعبت بمشاعر إخوته، تسببّت في وفاة جدته بسبب ممارساته غير الإنسانية، وأقدم على خيانة زوجته، مما جعلها محط كره وتنديد من قبل المشاهدين. إذًا، ما الذي جعل "إدريس" في مسلسل "الفتنة" شخصية مكروهة إلى هذا الحد، وما هو تأثير ذلك على الجمهور التونسي؟



إدريس...الشخصية الأكثر كرهًا في رمضان 2025

"إدريس": صورة للأنانية والمكر

منذ بداية عرض مسلسل "الفتنة"، برزت شخصية "إدريس" كأحد أبرز شخصيات العمل التي أثارت الجدل. فإدريس لم يكن مجرد شخصية سلبية، بل جسّد صورة مقيتة من الأنانية والمكر. حيث بدأ بتلاعب مشاعر إخوته وأسرته، ولم يتورع عن ارتكاب تصرفات غير أخلاقية من أجل تحقيق مصالحه الشخصية.

ما أثار غضب المشاهدين بشكل خاص هو تسببه في وفاة جدته، وهي اللحظة التي شكلت نقطة تحول هامة في تصاعد الكراهية تجاهه. كان هذا الحدث دليلاً على مستوى قسوة "إدريس" وتجاهله للمشاعر الإنسانية، حيث سعى لتحقيق أهدافه دون التفكير في العواقب المدمرة على أسرته. وكان ذلك بمثابة صفعة قوية للمشاهدين الذين اعتبروا أن قتل الجدة – التي تمثل رمزًا للحب والرعاية – يُظهر أسوأ ما في شخصيته.

خيانة الزوجة: قمة الوقاحة

ولكن لم يتوقف "إدريس" عند هذا الحد. فقد تسببت خيانته لزوجته في إشعال موجة جديدة من الانتقادات والغضب. حيث تعتبر الخيانة من أكثر الأفعال التي تثير استنكارًا في المجتمع التونسي، الذي يُقدّر العلاقة الزوجية المبنية على الثقة والاحترام. في مسلسل "الفتنة"، أظهر "إدريس" انتهاكًا لهذه القيم الاجتماعية، مما جعله شخصية مكروهة من قبل العديد من المشاهدين الذين اعتبروا أن تصرفه يشوه صورة العلاقة الزوجية المثالية.

هذه الخيانة، التي شكلت ضربة قاسية لزوجته، أبرزت مدى انعدام الضمير لدى "إدريس"، وهو ما دفع الجمهور التونسي للتعبير عن استيائهم الشديد من تصرفات هذه الشخصية. تم تصوير "إدريس" كإنسان طامع لا يبالي بتدمير حياة الآخرين من أجل مصلحته الشخصية، وهو ما دفع العديد من المشاهدين إلى رفض هذه الشخصية تمامًا.

الجمهور التونسي: من الغضب إلى الكره

لم يكن رد فعل الجمهور التونسي مجرد تعبير عن الاستياء، بل وصل إلى حد الكره المطلق لشخصية "إدريس". على منصات التواصل الاجتماعي، أطلق العديد من التونسيين حملات انتقاد شديدة لهذه الشخصية، التي اعتبروها تمثل أسوأ أنواع الشخصيات التي يمكن أن يتعامل معها المشاهد. وتعددت التعليقات السلبية التي تصف "إدريس" بكلمات جارحة، مما يعكس مدى الغضب الذي أثارته شخصيته لدى المشاهدين.

لم يتوقف الأمر عند الانتقادات الموجهة للأداء الفني، بل تجاوز ذلك إلى استياء اجتماعي وثقافي من تصرفات الشخصية التي تتناقض مع القيم التونسية. فالمشاهدون يفضلون أن تتسم الشخصيات الدرامية بالقيم الإنسانية من الصدق، الأمانة، والاحترام المتبادل، وهو ما يجعل شخصية "إدريس" تبدو بعيدة عن تلك القيم.

الدراما والتأثير الاجتماعي: تأثير "إدريس" على المجتمع

من خلال ردود الفعل الحادة، يظهر تأثير الشخصيات الدرامية على المجتمع، حيث يمكن أن تعكس الدراما الأخلاقيات السائدة في المجتمع أو حتى تدفع إلى إعادة التفكير في بعض القيم الاجتماعية. في حالة "إدريس"، يمكن أن يكون لهذا النوع من الشخصيات تأثير سلبي على فهم المشاهدين لبعض السلوكيات الاجتماعية، مثل الخيانة، الأنانية، واستخدام أفراد العائلة كأدوات لتحقيق الأهداف الشخصية.

لكن من ناحية أخرى، يُمكن للدراما أن تلعب دورًا في تسليط الضوء على مشاكل المجتمع وتعليم الجمهور من خلال هذه الشخصيات السلبية. فعلى الرغم من كره "إدريس"، قد يُفهم المشاهدون من خلاله عواقب التصرفات السيئة والمنافية للأخلاق.


في نفس السياق