2025-03-21 نشرت في
قيس سعيد : '' سنظل يقظين أمام كل المناورات، وسنواصل النضال من أجل حماية سيادتنا ''
في اجتماع لمجلس الأمن القومي الذي انعقد اليوم، وجه رئيس الجمهورية قيس سعيد كلمة حاسمة حول الأوضاع الداخلية والدولية، مشددًا على أهمية وحدة الوطن وحماية استقلاله أمام التحديات الراهنة.

بدأ الرئيس قيس سعيد كلمته بالتأكيد على أن تونس تحتفل اليوم بذكرى الاستقلال، وهي ذكرى لا تقتصر على الاحتفال بالتوقيع على المعاهدات، بل هي تجديد للعهد في الحفاظ على سيادة الوطن وكرامة شعبه.
وقال: "الاستقلال ليس مجرد يوم في التاريخ، بل هو خيار مستمر، هو الحق في اتخاذ قراراتنا بحرية بعيدًا عن أي تدخلات خارجية، وهو تذكير مستمر بتضحيات شعبنا في سبيل نيل حريته وكرامته."
وفي سياق حديثه عن تطورات البلاد بعد الثورة، أكد الرئيس على أن تونس شهدت فترة دقيقة للغاية، ولكن الإرادة الشعبية كانت دائمًا حاضرة.
وأضاف: "نحن اليوم نتذكر شهداءنا الذين قدموا أرواحهم في سبيل هذا الوطن. ''إنّ ثورة 17 ديسمبر 2010 كانت لحظة مفصلية في تاريخ تونس، وهي تذكير لنا جميعًا بأن الشعب التونسي قادر على تصحيح المسار عندما تتعرض مصالحه للخطر."
كما أشار الرئيس إلى التحديات السياسية التي مرت بها البلاد منذ تلك اللحظة، وأوضح أن تونس مرت بفترات صعبة على صعيد الأزمات الاقتصادية والتهديدات الأمنية، مؤكداً أنه بفضل إرادة الشعب، تم التصدي لتلك الأزمات. وقال: "لقد كانت البلاد تعيش تحت وطأة جائحة كورونا، ولكن الشعب التونسي أظهر صمودًا كبيرًا، وبفضل قراراتنا السيادية، تم تنظيم استفتاء شعبي وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية رغم الظروف الصعبة."
وأضاف رئيس الجمهورية قيس سعيد أن هناك محاولات مستمرة لتقويض الاستقرار الوطني، سواء عبر التدخلات الخارجية أو محاولات زعزعة الوضع الداخلي.
وأشار إلى أن بعض الأطراف الداخلية تواصل تصرفاتها المريبة في محاولة لعرقلة مسيرة البلاد نحو استعادة استقرارها السياسي والاقتصادي. وقال: "لكننا سنظل يقظين أمام كل المناورات، وسنواصل النضال من أجل حماية سيادتنا وتطهير مؤسساتنا من الفساد."
كما تناول الرئيس في كلمته المخاطر المترتبة على الفساد والفوضى التي شهدتها بعض المؤسسات الوطنية، مشددًا على ضرورة مواجهة هذه التحديات بكافة الوسائل القانونية، وداعيًا إلى حماية الوحدة الوطنية.
وأضاف: "إن الحفاظ على الاستقلال الوطني ليس فقط بمواجهة التهديدات الخارجية، بل أيضًا من خلال تصحيح الأوضاع الداخلية، ومواصلة النضال ضد الفساد الذي يشكل أكبر تهديد لاستقرارنا."
وفي ختام كلمته، أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد على أن تونس ستظل "أبية وعزيزة"، وأعلن أن الحكومة ستواصل عملها على تعزيز الأمن الداخلي وتطوير الاقتصاد الوطني. وأضاف: "لن نسمح لأي طرف بالمساس بسيادتنا أو استقرارنا. هذه أمانة في أعناقنا، وسنظل نتحمل مسؤولياتنا لحماية وطننا ورفع رايته عالية في سماء الحرية والكرامة."
وأمام مجلس الأمن القومي، أشار الرئيس إلى أن الخطوات المستقبلية التي ستتخذها الدولة تتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة، وأن المواطنين هم الشريك الحقيقي في هذه المسيرة الوطنية نحو تونس أقوى وأفضل.