2025-03-24 نشرت في

مثل شعبي تونسي: رمضان فرّاز الأديان...هذا ما يُقصد به

في قلب الثقافة التونسية، يُعدّ المثل الشعبي "رمضان فرّاز الأديان" تجسيدًا حيًا لتميّز شهر رمضان الكريم بين المسلمين وغيرهم من الأديان، حيث كان الشهر الفضيل يُعتبر فاصلًا طبيعيًا يميز الصائمين عن الفاطرين في المدن التونسية المتنوعة دينيًا."



مثل شعبي تونسي: رمضان فرّاز الأديان...هذا ما يُقصد به

كان شهر رمضان دائمًا مصدرًا خاصًا من الاحتفال والروحانية للمسلمين في تونس، لكنه كان يحمل أيضًا دلالة مميزة على مستوى العلاقات بين الأديان المختلفة في المدن التونسية.

في فترة معينة من تاريخ تونس، كان المسلمون، المسيحيون، واليهود يعيشون جنبًا إلى جنب في المدن التونسية الكبرى، وكانت المجتمعات تجمعهم الكثير من العوامل المشتركة، لكن في شهر رمضان كان "فرز" هذه الأديان يصبح أمرًا واضحًا.

التعايش بين الأديان في تونس القديمة

تونس كانت تاريخيًا نموذجًا للتعايش بين الأديان. في مدنها العتيقة مثل تونس العاصمة، كان المسلمون والمسيحيون واليهود يتشاركون نفس الأسواق، والشوارع، والمقاهي، بل وحتى نفس الأحياء. وقد شكلت هذه المجتمعات المتنوعة نموذجًا للتعددية الثقافية والدينية، إذ كانت كل مجموعة تمارس طقوسها الدينية الخاصة بها بحرية.

لكن في ظل هذه التعددية، كان من الصعب في الكثير من الأحيان التمييز بين مسلم ومسيحي أو يهودي في الحياة اليومية، حيث كانت العادات واللباس والتقاليد لا تفرّق بشكل ملحوظ بين الأفراد. وقد أدرك الناس في تلك الفترة أن التعايش بين الأديان يتطلب نوعًا من "القبول المشترك" واحترام كل طرف للآخر.

"فرّاز الأديان": كيف يميز رمضان المسلمين عن غيرهم؟

ومع حلول شهر رمضان، كان الوضع يختلف تمامًا. هنا، كان "فرّاز الأديان" يصبح أمرًا بديهيًا، إذ كان من السهل معرفة من هو المسلم (الصائم) ومن هو المسيحي أو اليهودي (الفاطر). ففي شهر رمضان، يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب طوال النهار كجزء من عبادة الصيام.

في المقابل، لم يكن المسيحيون واليهود مطالبين بالصيام في هذا الشهر، مما جعلهم في أغلب الأحيان يواصلون تناول الطعام طوال النهار دون أي توقف. وعليه، أصبح شهر رمضان بمثابة "فرّاز" طبيعي للأديان، حيث أصبح من السهل على الجميع التمييز بين المسلم الذي يصوم ويؤدي العبادة وبين غير المسلم الذي يتناول طعامه بشكل طبيعي.


في نفس السياق