2025-03-27 نشرت في

''حق الملح'' يتجاوز الـ 11 مليون : تقليد رمضاني يثير حفيظة التونسيين!

"حق الملح" في تونس يُعتبر تقليدًا عائليًا يتزامن مع شهر رمضان المبارك، حيث يُعبّر عن تقدير الزوج لزوجته التي تكبدت عناء تحضير الطعام طوال الشهر الفضيل.



''حق الملح'' يتجاوز الـ 11 مليون : تقليد رمضاني يثير حفيظة التونسيين!

 

 ويعد هذا التقليد من أبرز العادات الاجتماعية في العديد من الأسر التونسية، وهو بمثابة هدية رمزية تُظهر التقدير والامتنان لجهود المرأة في خدمة الأسرة خلال هذا الشهر المبارك.

و لكن ما أثار حفيظة التونسيين هو الارتفاع الجنوني لاسعار الذهب و التي لم تعد في المتناول و تقديمها كهدية للام او للزوجة أصبح أمرا مستحيلا حيث تم تداول مؤخرا لصورة لخاتم يصل الى أكثر من 11 مليون و كتب عليه صاحب المتجر ''حق الملح  '' . 

و بالتالي أصبح كلمة ''حق الملح'' كلمة تجارية لأصحاب المحلات .

التقاليد والرمزية

تعود فكرة "حق الملح" إلى تقليد اجتماعي قديم في تونس، حيث يُهدى الزوج زوجته هدية تُعرف بـ"حق الملح"، وهي عبارة عن كمية من الملح توضع في وعاء صغير، غالبًا ما يكون مزخرفًا ومزينًا. هذه الهدية ليست مجرد ملح، بل تحمل معاني عميقة من التقدير والاحترام لجهود المرأة التي أمضت شهرًا كاملاً في تحضير الطعام للعائلة خلال أيام رمضان، وهو شهر يتطلب الكثير من العناية والإرهاق في المطبخ.

 دلالة الهدية في المجتمع التونسي،

يعتبر "حق الملح" أكثر من مجرد هدية مادية، بل هو تعبير عن الاحترام والشكر. فالملح، الذي كان في العصور القديمة عنصرًا ثمينًا ومهمًا في حياة الناس، يُعتبر هنا رمزا للقدرة على التقديم والعطاء في العلاقة الزوجية. كما أن هذه الهدية تُظهر أيضًا تقدير الزوج للمرأة التي تتحمل مسؤولية المطبخ وتدبير شؤون البيت طوال الشهر.

 الجانب الاجتماعي والعائلي

تُعد "هدية حق الملح" أيضًا فرصة لتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية، حيث يتم تبادل هذه الهدية في جو من المحبة والاحترام المتبادل بين الزوجين. فهي ليست مجرد لفتة فردية، بل جزء من الثقافة التونسية التي تحتفل بالأسرة والترابط بين أفرادها، خصوصًا خلال فترة شهر رمضان التي تُعتبر من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية. 

التحديات العصرية والتغيير في العادات

 مع مرور الوقت وتغير الأوقات، قد يختلف شكل "حق الملح" بين العائلات التونسية، فقد يتطور ليأخذ أشكالًا أخرى من الهدايا أو يعبر عن أساليب مبتكرة للاحتفال، لكن تبقى الفكرة الجوهرية ثابتة، وهي تقدير جهود الزوجة في هذا الشهر المبارك. وفي ظل الحياة العصرية، قد تجد بعض الأسر أن هذه الهدية أصبحت أكثر رمزية مع تطور الأنماط الحياتية، إلا أنها ما مزالت تحمل قيمًا عميقة تظل قائمة في العديد من الأوساط الاجتماعية.


في نفس السياق