2025-04-12 نشرت في
6 أسباب وراء تراجع معدّل الخصوبة في تونس
كشف خبراء ومختصون فيdemography والتحولات الاجتماعية عن الأسباب المتعددة وراء تراجع معدل الخصوبة في تونس، وذلك خلال مائدة مستديرة انتظمت بمقر الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري تحت عنوان: "قراءة في التحولات الديمغرافية من منظور المساواة بين الجنسين".

وفي هذا السياق، أوضح محمد الدوعاجي، المدير العام للديوان، أن هذا التراجع مرتبط بعوامل عديدة، أبرزها ارتفاع نسبة الهجرة، تفاقم حالات الطلاق، وتراجع نسب الزواج. وأضاف أن المعدل الحالي للخصوبة في تونس يُراوح بين 1.6 و1.7، وهو أقل من المستوى المطلوب لضمان توازن ديمغرافي مستدام، والمقدر بين 2 و2.4 طفل لكل امرأة.
الشباب لم يعد مهتما بإنجاب عدد كبير من الأبناء
من جانبه، اعتبر الخبير الدولي في شؤون السكان والتنمية حافظ شقير أن تراجع الرغبة في الإنجاب أصبح خيارًا واعيًا لدى فئة واسعة من الشباب، الذين يفضلون التركيز على مشاريعهم الخاصة، وتحقيق الاستقلالية، واستكمال التعليم، عوض الدخول في مؤسسة الزواج أو تكوين عائلة كبيرة.
ولفت شقير إلى أن هذا التغيير يعكس تحولًا في القيم الاجتماعية لدى الأجيال الجديدة، مؤكدًا أن هذه الظاهرة بدأت منذ أوائل القرن العشرين، بدفع من عوامل مثل انتشار التعليم، تطور وسائل الإعلام، وتنفيذ برامج تنظيم الأسرة.
كما شدد على أهمية مواصلة العمل بهذه البرامج، ليس فقط من أجل التخطيط العائلي، بل كذلك لتوفير التثقيف الجنسي السليم للشباب، في ظل ما وصفه بـ"الفراغ التوعوي" الذي تملؤه أحيانًا مصادر غير موثوقة مثل الإنترنت والأصدقاء.
النساء بين التقدم والعقبات
أما الباحثة في العلوم الاجتماعية، درة محفوظ، فقد أشارت إلى أن تونس وإن كانت سباقة في تعزيز حقوق المرأة منذ الاستقلال، فإن الفجوة بين الجنسين لا تزال قائمة في عدة مجالات، أبرزها التشغيل ومراكز القرار.
وأكدت أن النساء يعانين من نسب فقر وبطالة أعلى من الرجال بمرتين، إضافة إلى تصاعد ظاهرة العنف والتقتيل ضدهن، مشيرة إلى أن "العقلية الذكورية" لا تزال تعيق تمكين النساء، رغم تفوقهن العددي في التعليم الجامعي، حيث تشكل الإناث 66% من الطلبة.
وختمت بالقول إن هذه العقلية تحد من قدرة النساء على الوصول إلى المناصب العليا، والمشاركة السياسية، وحتى ممارسة مهن تتناسب مع مؤهلاتهن، ما يُعمق الشعور بعدم الإنصاف ويؤثر سلبًا على الحركية الاجتماعية والتنمية الشاملة.