Publié le 15-09-2024

خطوات لتأمين تأمين انتقال ابنك من الابتدائي إلى الإعدادي

يغادر التلاميذ المرتقون إلى السنة السابعة من التعليم الأساسي مدارسهم الابتدائية الأصلية للالتحاق بالمدارس الاعدادية، حيث يواصلون مسارهم الدراسي في تجربة جديدة ومليئة بالمتغيّرات، وهو ما يجعل العودة المدرسية بالنسبة لهم « استثنائية وخاصة » على عديد الأصعدة.



خطوات لتأمين تأمين انتقال ابنك من الابتدائي إلى الإعدادي

ولاحظ مختصون في علوم الاجتماع والتربية أن تلاميذ السنة السّابعة أساسي يعيشون بولوجهم لأول مرة إلى المدارس الاعدادية نقلة نوعية على المستوى الدراسي، ترافقها تحوّلات في التركيبة النفسية والفزيولوجية خلال هذه المرحلة العمرية، موصين بضرورة تلقيهم لاحاطة خاصة ومرافقة لمساعدتهم على الاندماج في أفضل الظروف وتأمين انتقال « سلس » من الابتدائي إلى الاعدادي.

وقال الخبير في التربية رؤوف حمدي إنّ « تلميذ السنة السّابعة أساسي البالغ من العمر 12 سنة يجد نفسه مدعوّا إلى الإندماج والتأقلم سريعا ودون أي تمهيدات مع مرحلة دراسية جديدة ومختلفة تماما من حيث الشّكل والمضمون » عن سنوات التعليم الابتدائي، موضحا أن التلميذ في سنته الأولى بالمرحلة الاعدادية ينتقل من فضاء « ضيّق إلى فضاء أرحب »، حسب توصيفه، ويكتشف، في مقارنة بمدرسته الابتدائية، أن عدد الفصول والمدرّسين تضاعف بالمؤسسة التربوية الجديدة وأنها لم تعد مكونة من قاعات تدريس عادية فحسب بل من مخابر بحثية وأقسام علوم تجريبية وفيزيائية وغيرها.

ويدرس تلاميذ التعليم الإبتدائي (مرحلة العموميات) المواد ضمن مجالات تنشئة وعلوم ولغات، بينما تدرس المواد في مرحلة الإعدادي (مرحلة التفاصيل والتوسعة) في شكل إختصاصات محدّدة يؤمّنها أساتذة بالضرورة مختصّون بها، ويتدرب تلاميذ الإبتدائي على التفكير المحسوس بينما يتم الإعتماد أساسا على التفكير المجرّد خلال مرحلة الإعدادي، وفق تفسير الخبير ذاته.

ولتأمين عملية إندماج هؤلاء التلاميذ بشكل سلس، أوصى الخبير بتخصيص يوم أو يومين مفتوحين لإستقبالهم وتمكينهم من التعرف على مختلف أقسام وفضاءات المؤسّسة، والإطلاع على نظامها الداخلي ونظامها التأديبي، وأخذ فكرة عن طبيعة التوقيت الزمني والأساتذة والمواد المدروسة.

واعتبر أنّ اطلاع التلاميذ على مختلف هذه التراتيب يعد حقا من حقوقهم، مبرزا أهمية تشريكهم في ضبط النّظام الدّاخلي للمؤسسة بطريقة تراعي مصلحتهم الفضلى وإكراهات الحياة اليومية الخاصّة بكل جهة من جهات البلاد على غرار مسألة صعوبة التنقل في بعض الجهات الداخلية، وفسح المجال لهم لإبداء أرائهم والإستماع إلى مشاغلهم قبيل مفتتح السنة الدراسية.

ومن جهته، دعا الباحث في علم الإجتماع أحمد الأبيض، إلى ضرورة أن يتفهّم الأولياء والمربون هؤلاء التلاميذ خلال هذه المرحلة الانتقالية في مسارهم التعليمي لتزامنها مع بداية فترة المراهقة، مبيّنا أن الطفل يعيش انطلاقا من سن 12 عاما على وقع تغيرات فيزيولوجية وجسدية واضطرابات هرمونية ونفسية، قد يقابلها بالرفض في بعض الأحيان فتجتاحه نوبات انعزال وقلق وتوتر، مما يتطلب رعاية نفسية خاصة لتفادي تأثيراتها على مردوده الدراسي.

وينتج عن هذه الاضطرابات تغيّر في السلوك كالنّزوع إلى الخروج عن سيطرة رموز السلطة (أولياء ومربين..) بإعتماد الصدّ والرفض والعناد، قائلا إن « كل هذه التصرفات هي عبارة عن وسائل دفاع يستعملها المراهق لإثبات الذات وفرض الوجود ولفت الإنتباه ».

وأوصى المختص بأهمية توفير الاحاطة الخاصة للتلاميذ في هذا السن ليس على المستوى التعليمي فقط وإنّما على المستوى النفسيّ أيضا، لمساعدتهم على التأقلم في الوسط التربوي عموما والاندماج في مؤسساتهم التعليمية الجديدة وتجاوز كل الصعوبات التي قد تعترضهم.

يشار إلى أن العودة المدرسية للسنة الدراسية 2024 / 2025 ستكون يوم الاثنين 16 سبتمبر الجاري بكافة المدارس الابتدائية والمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية.



Dans la même catégorie