Publié le 15-09-2024
رحيل القامة الأدبية اللبنانية والعربية والعالمية إلياس خوري
غيب الموت عنا اليوم الأحد، الروائي والناقد والمفكر اللبناني البارز إلياس خوري، عن عمر 76 عاما، تاركا خلفه إرثا عظيما في عالم الأدب والفن وحزنا كبيرا على فقده.
الروائي والكاتب اللبناني إلياس خوري تناول في رواياته معاناة اللبناني والفلسطيني من الحرب الأهلية الى حياة الفلسطيني في بلاد اللجوء واختبارات الغربة والنزوح وسيطرة الميليشيات، وها هو يرحل اليوم في وقت يقصف فيه جنوب لبنان، وتشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة.
وشغلت القضية الفلسطينية حيزا كبيرا في أعمال خوري، على مدى توليه رئاسة تحرير ملحق صحيفة "النهار" الثقافي من عام 1992 إلى عام 2009.
ومع ذكر اسم "فلسطين"، لا بد من التوقف "أدبيا" عند رائعة الياس خوري "باب الشمس"، ومن ثم ثلاثية "أولاد الغيتو" التي جاءت بعدها بسنوات لتستكمل هذا التأريخ لهويةٍ "لا يمكن أن تُمحى مهما حاول المحتلّون".
جدير بالذكر أن أعمال خوري تم ترجمتها ونشرها دوليا باللغات الكاتالانية والهولندية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والعبرية والإيطالية والبرتغالية والنرويجية والإسبانية.
بالإضافة إلى ما سبق، الياس خوري كان أكاديميا، بجانب تجربته الإبداعية، فعمل أستاذا في الجامعة اللبنانية، والجامعة اللبنانية الأمريكية، والجامعة الأمريكية في بيروت.
وعمل خوري أيضاً أستاذا زائرا في جامعة نيويورك.
بجانب الرواية، كتب أيضا ثلاث مسرحيات وله العديد من الكتابات النقدية، إضافة الى تجربة عمله مديرا فنيا في المسرح.
هذا ونعته حركة "فتح" الفلسطينية في بيان قالت فيه: "تسجّل الحركة فخرها واعتزازها بهذه القامة الروائية وبما جسدته من إرث سيكون وثيقة لكل الأجيال السابقة واللاحقة ولسان حق فلسطيني بلغات الإنسانية المؤمنة بنضال شعبنا الفلسطيني وصولاً للحرية والخلاص".
ومن أبرز أعمال الياس خوري: "أبواب المدينة"، "الوجوه البيضاء"، "رحلة غاندي الصغير"، "باب الشمس"، "رائحة الصابون"، "يالو"، "سينالكول"، "أولاد الغيتو".
استمر خوري في الكتابة حتى الأسابيع الأخيرة من حياته، رغم دخوله المستشفى ومعاناته مع المرض.
وفاة الياس خوري خلقت حالة من الحزن في الأوساط الأدبية والإعلامية والفنية، ونعاه عدد كبير من الكتاب والإعلاميين والفنانين بكلمات مؤثرة، معربين عن تقديرهم لمسيرته، وحزنهم على رحيله.