Publié le 28-09-2024
من هو حسن نصر الله
حسن عبد الكريم نصر الله (31 أوت 1960 – 27 سبتمبر 2024) كان قائدًا سياسيًا وعسكريًا بارزًا، شغل منصب الأمين العام لحزب الله اللبناني منذ عام 1992 حتى وفاته في 2024.
تولى حسن عبد الكريم نصر الله قيادة الحزب خلفًا لعباس الموسوي، الذي اغتالته إسرائيل، وأصبح رمزًا من رموز المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن كونه أحد أبرز قادة الشيعة في لبنان. خلال فترة زعامته، شهد حزب الله تحولات كبرى، حيث برز كلاعب رئيسي في الحياة السياسية اللبنانية، واستمر في مقاومة إسرائيل ودعم الحركات المناهضة لها في المنطقة.
النشأة والمراحل الأولى من حياته
ولد حسن نصر الله في برج حمود، لبنان، لأسرة شيعية تنحدر من بلدة البازورية في جنوب لبنان. رغم أن أسرته لم تكن متدينة بشكل كبير، إلا أنه أبدى اهتمامًا بالدراسات الدينية منذ صغره. بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في 1975، عادت عائلته إلى البازورية حيث أكمل دراسته الثانوية، وانضم إلى حركة أمل، ليصبح مندوبًا للحركة في بلدته. بعدها، انتقل إلى مدينة النجف في العراق لدراسة العلوم الدينية، حيث تعرف على عباس الموسوي الذي أصبح لاحقًا شريكًا له في تأسيس حزب الله. بعد إنهاء دراسته الدينية الأولية، عاد إلى لبنان في 1979، وبدأ بالتدريس في الحوزة الدينية في بعلبك، وأصبح مندوبًا لحركة أمل في منطقة البقاع وعضوًا في مكتبها السياسي.
تأسيس حزب الله والانخراط في المقاومة
في 1982، وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، انشق تيار عن حركة أمل بقيادة عباس الموسوي، مما أدى إلى تأسيس حزب الله، الذي سعى إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. انضم نصر الله إلى الحزب في سن 22 عامًا، وشارك في تعبئة وتأسيس الخلايا العسكرية، قبل أن يتولى مسؤوليات قيادية أكبر مثل نائب مسؤول منطقة بيروت، ثم مسؤولًا لها. في 1989، غادر لبنان إلى مدينة قم الإيرانية لمتابعة دراسته الدينية.
بعد اغتيال إسرائيل لعباس الموسوي في 1992، انتخب نصر الله أمينًا عامًا لحزب الله، مما جعله القائد الأعلى للحزب. وسرعان ما بدأ الحزب، تحت قيادته، بتطوير ترسانة من الصواريخ بعيدة المدى، ليتمكن من استهداف إسرائيل على نطاق واسع رغم احتلالها لجنوب لبنان.
تحرير جنوب لبنان والصراع مع إسرائيل
خلال فترة قيادته، خاض حزب الله العديد من المعارك مع إسرائيل، أبرزها في عامي 1993 و1996 (عمليات "تصفية الحساب" و"عناقيد الغضب")، حيث شهدت هذه الصراعات تدميرًا للبنية التحتية اللبنانية، ولكنها انتهت باتفاقيات لوقف إطلاق النار دون تحقيق إسرائيل لأهدافها بتدمير الحزب. في عام 2000، انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان بعد خسائرها المتواصلة، وانهيار جيش لبنان الجنوبي، ليعتبر هذا الانسحاب نصرًا لحزب الله، ويعزز من شعبية الحزب في العالمين العربي والإسلامي.
وفي 2006، شنّت إسرائيل هجومًا عسكريًا على حزب الله بعد قيامه بأسر جنديين إسرائيليين، مما أدى إلى حرب لبنان 2006 التي استمرت 34 يومًا وانتهت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. ورغم الدمار الذي لحق بلبنان خلال هذه الحرب، اعتبر الحزب أن هذه الحرب كانت بمثابة نصر استراتيجي له.
التحالفات المحلية والسياسة اللبنانية
عمل نصر الله على توطيد التحالفات السياسية في لبنان، كان من أبرزها مذكرة التفاهم التي وقعها مع التيار الوطني الحر بقيادة ميشال عون في 2006، والتي لا تزال مستمرة. كما شارك حزب الله في العمل السياسي عبر دخول مجلس النواب اللبناني لأول مرة عام 1992، حيث حصل على 8 مقاعد نيابية، فضلاً عن تشكيل تحالفات داخل البرلمان والحكومات اللبنانية المتعاقبة.
في 2019، واجهت الطبقة السياسية اللبنانية احتجاجات واسعة مطالبة بتنحيها، وشملت الانتقادات حزب الله ونصر الله شخصيًا. كانت ثورة "17 تشرين" تعبيرًا عن حالة الغضب الشعبي تجاه الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.
الدور الإقليمي والمشاركة في الصراعات
إلى جانب دوره في لبنان، كان لحزب الله تحت قيادة نصر الله دور إقليمي بارز، حيث شارك بفعالية في الصراع السوري لدعم حكومة بشار الأسد، إلى جانب مقاومته لإسرائيل. هذا الدور جعله طرفًا رئيسيًا في محور المقاومة الذي يشمل سوريا وإيران.
اغتياله في 2024
في 27 سبتمبر 2024، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية غارة على بيروت استهدفت حسن نصر الله، مما أدى إلى وفاته عن عمر 64 عامًا. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتله، وأكد حزب الله في بيان رسمي الخبر، معلنًا أن "السيد حسن نصر الله التحق برفاقه الشهداء العظام الذين قاد مسيرتهم نحو ثلاثين عامًا". وقد أدى اغتياله إلى تداعيات كبيرة في لبنان والمنطقة.
الحياة الشخصية والأفكار السياسية
كان نصر الله متزوجًا من فاطمة ياسين، وله خمسة أبناء. كان معروفًا بلقب "السيد" نظرًا لانتمائه لعائلة "نصر الله". حمل آراء سياسية ودينية قوية، إذ عُرف بمواقفه الحازمة ضد إسرائيل والصهيونية، ودعمه للمقاومة المسلحة، بالإضافة إلى رؤيته للدين الإسلامي كمنهج سياسي واجتماعي شامل.
تعد فترة قيادته لحزب الله من أكثر الفترات تأثيرًا في تاريخ الحزب، حيث استطاع أن يعزز موقعه كقوة عسكرية وسياسية أساسية في لبنان والمنطقة، وأن يجذب اهتمام العالم سواء بالتأييد أو الانتقاد، ما جعله شخصية بارزة ومحورية في تاريخ لبنان الحديث.