Publié le 04-12-2024
ملف ''فنون العرض لدى طوائف غبنتن''على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو
ما بين 7 إلى 11 شخصا من كبار السن لا تقل أعمارهم عن الخامسة والخمسين سنة، يرتدون قميصا وسروالا من اللون الأبيض ومن فوقهما عباءة فضفاضة ويضعون شاشية حمراء تعلوها عمامة بيضاء كذلك، يحملون منديلا أحمرا باليد اليسرى وعكازا باليد اليمنى، هذه من أبرز الخصائص الخارجية المميزة للفرقة التونسية التي تعرف محليا في جهة الجنوب التونسي بـ "طوائف غبنتن"، وهي فرقة تسجل حضورها في أغلب التظاهرات الثقافية والمهرجانات الشعبية وحتى في احتفالات الزواج.
ولأجل هذه العناصر الفريدة والقيّمة وخصائص أخرى تاريخية وحضارية وفنية، تم الإعلان أمس الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 في العاصمة أسونسيون بالبراغواي، عن تسجيل ملف "فنون العرض لدى طوائف غبنتن" على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو.
وبذلك يرتفع عدد العناصر التونسية المسجلة على قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لدى اليونسكو إلى 8 عناصر وهي: فخار سجنان (2018)، النخلة (2019)، الكسكسي (2020)، طرق الصيد بالشرفية (2020)، فنون الخط العربي (2021)، الهريسة (2022)، النقش على المعادن (2023)، وأخيرا ملف "فنون العرض لدى طوائف غبنتن" (2024). "فرقة غبنتن" تتميز بطابعها الغنائي الإفريقي الضارب في القدم، حيث تقدم مجموعة من الوصلات الموسيقية تعتمد بالأساس على نغمات الصوت وتغييراته بالاعتماد على طبلة صغيرة تعرف محليا بـ "الشنة" مصنوعة من جلد الجمل من جهة، وقصائد هزلية وملازمة على حد السواء تختلف فيها الأجناس الشعرية ولا تكون في أغلب الأحيان سهلة الفهم، يؤلفها غالبا رئيس الطائفة، ينتقدون عبرها الأوضاع الاجتماعية والسياسية.
تقطن هذه الفرقة الغنائية التراثية، التي تعود أصولها لعبيد أفارقة حررهم قانون إلغاء الرق في تونس الصادر في عهد حاكم تونس أحمد باي سنة 1846، في منطقة "القصبة" التابعة لمدينة سيدي مخلوف من ولاية مدنين، وتضم 5 طوائف تتوزع حسب الانتماء العشائري، ويعيشون أساسا من الفلاحة والزراعة، إلى جانب الصيد الموسمي من خلال صيد المحار عبر الحدود البحرية وهي الحدود الشمالية.