Publié le 30-12-2024

أي علاقة لحركة الكواكب والنجوم بطباع الأفراد وشخصايتهم؟

نفى نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم الفلك، هشام بن يحيى، اليوم الإثنين، علاقة حركة الكواكب والنجوم بطباع الأفراد وشخصياتهم.



أي علاقة لحركة الكواكب والنجوم بطباع الأفراد وشخصايتهم؟

وأوضح في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، "أن علم الفلك هو علم قائم الذات يهتم بدراسة الأجرام والظواهر خارج الغلاف الجوي للأرض ولا علاقة له بالتنجيم القائم على توقعات مزعومة لا أساس لها من الصحة". وأضاف أنه "في غالب الأحيان قد يخلط البعض بين التنجيم وعلم الفلك، حيث يستغل المنجمون هذا الخلط لدى الناس للركوب على الأحداث الفلكية الهامة، ليحتل هؤلاء جل وسائل الإعلام الوطنية والدولية بمناسبة رأس السنة الميلادية للظهور وللمساهمة في تعميق الهوة بين المواطنين وعلم الفك وتفاقم هذا الخلط".

وتابع بالقول إن الأبراج النجمية والنجوم بعيدة جدا وتفصلها عن الأرض مسافات كبيرة تصل إلى ملايين السنوات الضوئية، مشيرا إلى أن أقرب نجم للأرض في مجرة درب اللبانة يصلنا ضوءه بعد 4 سنوات، "لذا نقول إن هذا النجم يبعد عن الأرض 4 سنوات ضوئية". ونظرا لهذه المسافات الشاسعة، "فالأكيد أنه لا تأثير ملموس لتلك النجوم على البشر سوى أنها، تزين السماء في كل الفصول وقد استغلها أجدادنا في جل مظاهر الحياة اليومية، مثل السفر والتنقل، والإبحار، والمعمار، والصلوات الخمس في الإسلام، وغيرها ولا تزال بعض هذه الاستعمالات للنجوم قائمة الذات لدى بعض المجتمعات.

وبين بن يحيى ان اقتران علم الفلك بالتنجيم يعود إلى العهود القديمة، (أكثر من 2000 عام قبل الميلاد)، حيث كان القدامى يدرسون علم الفلك والتنجيم كموضوع واحد، ويربطون حياة الناس بحركة الكواكب والشمس (كرة النجوم الثابتة). كما كانوا يعتمدون الأبراج (الكوكبات النجمية) كمحطات فلكية تحدد شخصية الفرد وطبعه من خلال دراسة حركة القمر ومواقع حركة الكواكب السيارة بين النجوم. غير انه في عام 1400 سنة قبل الميلاد، تم الفصل بين علم الفلك والتنجيم وذلك بفضل دراسات معمقة قام بها علماء الفلك آنذاك واكتشفوا خصائص هذا الكون الشاسع ليتم الفصل نهائيا بينهما في عام 50 سنة قبل الميلاد، ليبق التنجيم ظاهرة مجتمعية تعتمد على التنبؤات وأسسها الثبات، الذي لا وجود له في الكون.

ومن المغالطات التي يقوم بها المنجمون ذكر نائب رئيس الجمعية انه بمفعول حركة المجموعة الشمسية، والنجوم في مجرة درب اللبانة، لم يعد لدينا 12 عشرة برجا (دائرة الأبراج) بل تعد هذه الدائرة اليوم 13 عشرة برجا اليوم، وهو البرج التاسع، مابين 29/11 إلى غاية 18/12 وهو برج الحواء. واشار الى ان المنجمين يرفضون هذا المعطى العلمي، ضاربين عرض الحائط ما توصل إليه العلم إلى غاية اليوم.

ولاحظ ان التأثير الكبير للكواكب والأجرام يأتينا من الشمس التي تمدنا بالطاقة والحرارة وتساهم في تواصل الجنس البشري، كما تلعب دورا مهما في الحياة اليتنا اليومية منذ القدم، لا ننسى كيف كان أجدادنا يستغلون الطاقة الشمسية للعولة. كما يلعب القمر دورا هاما في ظاهرة المد والجزر، بالإضافة الى يتم الاعتماد عليه في تحديد بدايات الأشهر القمرية ومنها شهر رمضان والأعياد الدينية.

أما الشهب والنيازك خاصة القريبة منها من الأرض، فهي تهدد كوكب الارض يوميا، لاحتمال سقوطها، وتلعب الكواكب العملاقة مثل المشتري وزحل كدرع لحماية الأرض في التصدي لهذا الخطر.



Dans la même catégorie