Publié le 11-02-2025
العلماء يحذرون: ارتفاع الحرارة المستمر يزيد المخاطر المناخية العالمية
في عام 2024، سجل العالم ارتفاعًا في درجات الحرارة تخطى 1.5 درجة مئوية، وهو الحد الذي حدده اتفاق باريس للمناخ، حيث أكدت دراستان نُشرتا يوم الاثنين أن هذا التجاوز قد يكون طويل الأمد، إذ يأتي ضمن اتجاه مناخي متصاعد ومستمر.
![العلماء يحذرون: ارتفاع الحرارة المستمر يزيد المخاطر المناخية العالمية](https://www.tuniscope.com/uploads/images/content/chaleur-11225-v.jpg)
وفي مقالات نُشرت بالتزامن في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج"، أشار الباحثون إلى احتمال دخول البشرية في فترة تمتد لعقود تتجاوز خلالها معدلات الاحترار عتبة 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. وكان عام 2024 أول عام تقويمي يسجل هذا المستوى من الاحترار، حيث بلغ متوسط ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض 1.55 درجة مئوية مقارنة بالفترة المرجعية 1850-1900، وذلك وفق تحليل أجرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية استنادًا إلى ست قواعد بيانات دولية رئيسية.
وسبق أن تم رصد سلسلة من اثني عشر شهرًا متتالية تجاوز خلالها معدل الاحترار هذا الحد، حيث تم توثيق ذلك في شهر جوان 2024 من قبل مرصد كوبرنيكوس الأوروبي. وفي هذا السياق، صرحت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليست ساولو، قائلة : "عام واحد تجاوز خلاله الاحترار عتبة 1.5 درجة مئوية لا يعني أننا فشلنا في تحقيق الأهداف المناخية طويلة الأمد لاتفاقية باريس، والتي تمتد على مدى عقود".
وهو تصريح يعكس موقف وكالات المناخ الرئيسية التي تحذر من استخلاص استنتاجات متسرعة.
إنذار مبكر؟
تهدف اتفاقية باريس للمناخ، التي تم التوصل إليها عام 2015، إلى إبقاء ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند مستوى أقل بكثير من درجتين مئويتين، مع بذل الجهود لحصر الاحترار عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. لكن القياسات المناخية تعتمد على المتوسطات طويلة الأمد، التي يتم حسابها عادةً على مدى عشرين عامًا، مما يساعد في تقليل تأثير التقلبات السنوية في درجات الحرارة. وبناءً على هذا التعريف، فإن معدل الاحترار الحالي يُقدر بحوالي 1.3 درجة مئوية. وفي الدراستين المنشورتين حديثًا، يتساءل الباحثون عمّا إذا كان تجاوز هذه العتبة في عام واحد يمثل "إنذارًا مبكرًا" يشير إلى أننا بصدد تجاوز هذا الحد على المدى الطويل.
وقد قام فريق علمي من ألمانيا والنمسا بدراسة هذه المسألة عبر الجمع بين البيانات الرصدية والنماذج المناخية، ليجدوا أنه منذ بداية الاحترار العالمي، كلما تخطى متوسط درجات الحرارة السنوية مستوى معينًا، فإن هذا الاتجاه يستمر لعقدين تقريبًا.
وبناءً على هذا النمط، إذا استمر تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية، فمن المحتمل أن تكون فترة العشرين عامًا التالية قد بدأت بالفعل، مما يعني أن التأثيرات المناخية المتوقعة عند هذا المستوى من الاحترار ستبدأ في الظهور بشكل واضح، ما لم يتم اتخاذ تدابير جذرية للحد من الانبعاثات.
بداية "عصر جديد"؟
مع ذلك، يحذر العلماء من التسرع في الاستنتاجات، إذ لا يزال العالم في بداية هذه المرحلة، وقد يستغرق الأمر عقدًا من الزمن لتأكيد ما إذا كان المتوسط الحراري قد تجاوز 1.5 درجة مئوية على مدى عشرين عامًا متواصلة.
ويتوافق هذا التقدير مع توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التي تابعة للأمم المتحدة، والتي تقدر أن هناك احتمالًا يقارب 50% بأن نشهد تجاوزًا دائمًا لهذا المستوى خلال الفترة الممتدة بين 2030 و2035.
أما الدراسة الثانية، التي نُشرت نتائجها يوم الاثنين أيضًا، فقد استخدمت منهجية مختلفة وفترات مرجعية متنوعة، لكنها توصلت إلى نتيجة مماثلة. وصرح أليكس كانون، الباحث في وزارة البيئة وتغير المناخ الكندية، قائلاً: "إذا استمر تخطي عتبة 1.5 درجة مئوية لأكثر من 18 شهرًا متتاليًا، فمن المحتمل جدًا أن يكون اتفاق باريس قد تم تجاوزه فعليًا، حتى في ظل سيناريو انبعاثات متوسط". ويشير هنا إلى السيناريو المعروف باسم SSP 2-4.5، الذي تصفه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأنه سيناريو انبعاثات معتدل.