مارس 2024: الشهر الأكثر حرًا في تاريخ هذه المنطقة

سجّل شهر مارس 2024 درجات حرارة غير مسبوقة على مستوى العالم، وخاصة في القارة الأوروبية، حيث اعتُبر رسميًا الشهر الأشد حرًا منذ بدء تسجيل البيانات المناخية.

ووفقًا للتقرير الشهري الصادر عن مرصد "كوبرنيكوس الأوروبي لتغير المناخ"، تجاوزت درجات الحرارة في مارس المعدلات المعتادة بشكل كبير، ما يشكّل امتدادًا لسلسلة من الأشهر الحارة التي بدأت منذ عام 2023.

وبحسب الخبير في المنا حمدي حشاد في تصريحه على "موزاييك" فان القارة العجوز، التي لطالما عُرفت بمناخها المعتدل إلى البارد، شهدت تغيرات مناخية حادة:

-إسبانيا والبرتغال سجّلتا معدلات حرارة قياسية، مصحوبة بأمطار غزيرة وصلت في بعض المناطق إلى مستويات غير معهودة.

-شمال ألمانيا وهولندا واجهتا جفافًا استثنائيًا رغم أن شهر مارس عادةً ما يكون من الأشهر الرطبة.

-في إيرلندا، سجلت درجات حرارة وصلت إلى 23 درجة مئوية، أي ما يقارب 15 إلى 17 درجة فوق المعدل الطبيعي لتلك الفترة من السنة.

هذه الظواهر لا تعكس فقط موجة حر عابرة، بل تمثل مؤشرًا على تغير مناخي جذري تعيشه القارة الأوروبية، خاصة أن البنية التحتية في معظم الدول الأوروبية غير مهيأة للتعامل مع هذا النوع من الحرارة، فالبيوت والمباني في أوروبا صُممت لعزل البرودة لا للتعامل مع درجات حرارة مرتفعة، مما أدى إلى تحويل العديد منها إلى "أفران حرارية" خلال النهار.

أزمة حقيقية واستعداد غير كافٍ

يواجه الأوروبيون صيفًا يهدد بأن يكون أكثر قسوة من المعتاد، في ظل استعدادات غير كافية للتعامل مع الحرارة المرتفعة، من حيث التبريد، وشبكات الطاقة، وخطط الطوارئ. والأكثر خطورة هو تزايد معدلات الوفيات المرتبطة بالموجات الحارة، وهو ما حدث بالفعل خلال صيف السنوات الماضية، خاصة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.

Dans la même catégorie