Publié le 14-04-2025
تونس: دعوة للعودة إلى الممارسات الفلاحية القديمة
اختتمت فعاليات الدورة التأسيسية لمهرجان الفلاحة المتجددة والثقافة الإيكولوجية، الذي نظمه فضاء أرسطوفانيس الثقافي من 11 إلى 13 أفريل الجاري على ضفاف سد سيدي سالم بوادي الزرقاء من ولاية باجة، بنداء جماعي من الخبراء والمشاركين إلى العودة إلى الممارسات الفلاحية التقليدية، باعتبارها إحدى السبل الفعالة لمجابهة التغيرات المناخية، وشح الموارد المائية، وتراجع الإنتاج الفلاحي.

وشدد المشاركون، من تونس وعدد من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، على ضرورة استرجاع تقنيات وأساليب الأجداد في الزراعة، لما تحمله من حكمة مستمدة من التعايش مع البيئة واحترام دورتها الطبيعية، داعين في الآن ذاته إلى تكثيف المبادرات الهادفة إلى دعم الفلاحة المتجددة، التي تجمع بين المعارف التقليدية والابتكار البيئي.
وقد تميز اليوم الختامي للمهرجان بلقاءات حوارية متنوعة ساهمت فيها هياكل وطنية ومكونات من المجتمع المدني من تونس ومن عدة دول عربية، حيث تناولت مواضيع هامة على غرار الاستثمار في الاقتصاد التضامني، ودور الفلاحة المتجددة في الابتكار والتأثير الاجتماعي، إضافة إلى الزراعة الإيكولوجية في تونس، والتنوع الحيواني المحلي، والتربة المتجددة.
كما عرف المهرجان على امتداد أيامه الثلاثة سلسلة من الورشات والندوات الفكرية حول الزراعة المتجددة، وأهمية البذور التونسية الأصلية، وأفكار بعث شركات ناشئة في مجالات استغلال الغابات المتجددة، والزراعة الإيكولوجية، وتجديد الثروات المائية، إلى جانب عرض تجارب ناجحة ومشاريع نموذجية.
من جهة أخرى، احتضن المهرجان معارض للبذور المحلية، ومنتجات تقليدية، وورشات للأكلات التراثية والألعاب الشعبية، إلى جانب عروض مسرحية توعوية موجهة للكبار والأطفال، سلطت الضوء على القضايا البيئية بطريقة فنية مبدعة.
وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أكد خبيب العياري، مدير الدورة التأسيسية، أن المهرجان كان مناسبة لتقديم حلول ملموسة لمعاناة بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط من شح المياه، مستندًا إلى المخزون الفلاحي التاريخي لتونس التي كانت ولا تزال أرض فلاحة وبحث، مستشهدًا برموز علمية من قبيل "ماغون" و"ابن شباط" الذين شكّلوا مرجعية علمية في هذا المجال.