Publié le 17-04-2025
الطب الاستعجالي في تونس: إصلاح عاجل لمنظومة الطوارئ
احتضنت مدينة ياسمين الحمامات، بعد ظهر اليوم الخميس، افتتاح فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر الوطني للطب الاستعجالي، الذي تنظمه الجمعية التونسية للطب الاستعجالي تحت شعار "مستقبل الطب الاستعجالي"، وذلك بحضور وزير الصحة، الدكتور مصطفى الفرجاني، وعدد كبير من المختصين من داخل تونس وخارجها.

وخلال كلمة ألقاها بالمناسبة، شدّد الوزير على أن أقسام الطب الاستعجالي تُعدّ الواجهة الأولى للمؤسسات الاستشفائية، مشيرًا إلى أن تطوير هذا الاختصاص أضحى أولوية ضمن استراتيجية إصلاح المنظومة الصحية في تونس. وأكّد أن الوزارة تعمل على تعزيز هذا القطاع من خلال توفير التجهيزات الحديثة، وتحسين ظروف العمل، وتدعيم الإطار الطبي وشبه الطبي، بما يضمن تقديم خدمات ذات جودة عالية للمواطن.
وأشار الوزير إلى أن النهوض بالطب الاستعجالي يتطلب تكوينًا مستمرًا للإطارات الطبية، وتوسيع قاعدة الموارد البشرية، فضلاً عن دمج الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة كوسيلة لتحسين سرعة وفعالية التدخلات الطبية، والتقليص من فترات الانتظار داخل أقسام الاستعجالي. من جانبه، أوضح الدكتور سامي السويسي، رئيس الجمعية التونسية للطب الاستعجالي، أن هذا المؤتمر يمثل فضاءً لتبادل الخبرات والتجارب، وفرصة لصياغة رؤية مستقبلية شاملة ترتكز على جودة الخدمات وسرعة الاستجابة في الحالات الطارئة.
كما أشار إلى أن المؤتمر يسعى إلى وضع تصور جديد لأقسام الاستعجالي يستجيب للتطورات العلمية والتقنية، ويعزّز ثقة المواطن في المنظومة الصحية العمومية. ويشارك في هذا الحدث العلمي، الذي يمتد على مدى ثلاثة أيام، حوالي 1200 مختص في الطب الاستعجالي وطب الاختصاص من مختلف أنحاء الجمهورية، إلى جانب وفود أجنبية تمثل دولًا مثل فرنسا وكندا والمغرب والجزائر وليبيا، ما يُضفي على التظاهرة طابعًا دوليًا. ويتضمن برنامج المؤتمر سلسلة من الورشات التطبيقية المعتمدة على تقنيات المحاكاة، كوسيلة بيداغوجية حديثة لتحسين كفاءة الإطارات الصحية في التعامل مع الحالات الطارئة.
كما يناقش المؤتمر مواضيع محورية من بينها إدماج التكنولوجيات الحديثة في التشخيص الفوري، وتطوير جودة الخدمات الاستعجالية في الخطوط الأمامية. ويُمثّل هذا المؤتمر محطة هامة في مسار تطوير قطاع الطب الاستعجالي في تونس، ومناسبة لتبادل الرؤى حول التحديات المستقبلية في ظل الحاجة إلى منظومة صحية أكثر جاهزية ومرونة.