Publié le 23-04-2025

تونس بلا دواء: مرضى السرطان والصرع بين الألم والإهمال

في تصريح مثير للقلق، أكّد هشام البوغانمي، الكاتب العام لنقابة أعوان الصيدليات وعضو الجامعة العامة للصحة، استمرار أزمة نقص الأدوية في تونس، خاصة تلك الموجهة لعلاج الأمراض المزمنة والخطيرة مثل السرطان والصرع، محذّرًا من تداعيات هذا الوضع على صحة المرضى وحياتهم.



 تونس بلا دواء: مرضى السرطان والصرع بين الألم والإهمال

 وأشار البوغانمي، خلال تدخّله في اذاعة الديوان، إلى أنّ هذه الأزمة ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى سنة 2016، حيث تتكرر موجات الانقطاع ثم التوفر المؤقت للأدوية، غير أنّ هذه المرة ازدادت حدّة الأزمة وامتدت لفترة أطول، إذ تسجّل بعض الأدوية غيابًا تامًا عن السوق الدوائية التونسية منذ أكثر من شهرين.

أدوية حيوية مفقودة

وأوضح المتحدث أنّ الأدوية الخاصة بعلاج الصرع، والتي تعتمد في غالبيتها على التوريد وتُدعم من قبل الدولة، غائبة عن الصيدليات منذ فترة طويلة، إلى جانب انقطاع أدوية وجُرعات العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، وهو ما يتسبّب في اختلالات خطيرة في جداول العلاج.

وقال البوغانمي: "هناك مرضى يتوجهون يوميًا إلى المصحات الخاصة لإجراء جلسات العلاج الكيميائي، لكنهم يعودون خائبين بسبب غياب الجرعات اللازمة. تأخير هذه العلاجات يؤثر مباشرة على تطوّر المرض، بل وفي حالات عديدة يصل الدواء بعد فوات الأوان، أي بعد وفاة المريض".

ضعف الإنتاج المحلي وأزمة السيولة

وأفاد البوغانمي بأنّ شركة "الصفات"، وهي شركة شبه عمومية تُصنّع بعض الأدوية الجنيسة، تعاني من شلل تام في الإنتاج، مما زاد من حدة الأزمة.

كما تعاني الصيدلية المركزية – الجهة المسؤولة عن تزويد السوق بالأدوية – من أزمة سيولة خانقة، أثّرت سلبًا على قدرتها في تنفيذ الطلبيات في الوقت المناسب.

تهريب وأدوية في السوق السوداء من بين النقاط الخطيرة التي أشار إليها البوغانمي، تفاقم ظاهرة تهريب الأدوية نحو دول مجاورة، رغم أنّ هذه الأدوية مدعومة من قبل الدولة التونسية وتُستورد بالعملة الصعبة.

وقال: "تفاجأنا بوجود كميات من الأدوية المفقودة داخل محاضر ديوانية على الحدود، وهذا دليل على وجود خلل خطير في مسالك التوزيع".

صرخة استغاثة ومسؤولية الدولة

واختتم البوغانمي حديثه بدعوة الهياكل الصحية والجهات الرسمية إلى التدخّل العاجل لتعديل السوق وضمان توفّر الأدوية الضرورية للمواطنين.

وأشار إلى أنّ إنشاء الوكالة الوطنية للدواء كان خطوة إيجابية، لكن لم يُلمس لها أثر فعلي في تعديل السوق، بل إنّ الأزمة تفاقمت بعد إحداثها. كما نبّه إلى خطورة لجوء المواطنين لتبادل الأدوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم حسن نواياهم، لما يمثله ذلك من مخاطر صحية بسبب احتمال سوء التخزين أو استخدام أدوية منتهية الصلاحية.



Dans la même catégorie