Publié le 24-04-2025
فؤاد المبزع: الرئيس الذي مرّ دون ضجيج… ورحل في صمت
فقدت تونس يوم أمس أحد أبرز رجالات الدولة في لحظة دقيقة من تاريخها، بوفاة فؤاد المبزع، الرئيس الأسبق للجمهورية التونسية، عن عمر ناهز 92 عامًا.

رحيل فؤاد المبزع لم يُحدث جدلًا ولا انقسامًا، كما لم يثر موجات من التعاطف أو النقد، وهي مفارقة نادرة في المشهد السياسي التونسي، عبّر عنها الطبيب المختصّ في علم الأجنّة الدكتور حاتم الغزال بتدوينة لافتة قال فيها:
"هو الرئيس الوحيد في العالم الذي لا أنصار له ولا أعداء. لم أسمع يومًا بمواطن يكرهه أو يحبه. لم يسبق أن شتمني أحد بسبب رأي كتبته عنه، وربما لأنني أصلاً لم أكتب عنه شيئًا من قبل."
هذا الصمت الذي رافق فؤاد المبزع طيلة مسيرته السياسية، ظل ملازمًا له حتى بعد وفاته، وكأنه اختار أن يكون "رئيس الضرورة" في لحظة دقيقة عقب الثورة التونسية في جانفي 2011، ثم انسحب بهدوء من المشهد دون ضجيج، تاركًا وراءه مسيرة خلت من الشعبوية أو الصراعات الشخصية.
تقلّد المبزع عدة مناصب وزارية خلال العقود الماضية، كما ترأس مجلس النواب، ليجد نفسه في لحظة مفصلية يتحمّل مسؤولية قيادة البلاد مؤقتًا بعد فرار الرئيس زين العابدين بن علي، حتى تسليم المهام للرئيس المنتخب آنذاك، الدكتور المنصف المرزوقي.